آخر الأخبار

 وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، السيدة صورية مولوجي، تقوم بزيارة عمل بإقليم ولاية الجزائر  اللقاء الوطني حول تعزيز الديناميكية المحلية لترقية الممارسة البيئية بإشراف وزير الداخلية والجماعات المحلية والنقل السيد سعيد سعيود ووزيرة البيئة وجودة الحياة السيدة كوثر كريكو    مشاركة إطارات ومنتخبو لولاية الجزائر اللقاء الوطني حول تعزيز الديناميكية المحلية لترقية الممارسة البيئية عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد   لجنة الصحة والنظافة وحماية البيئة بالمجلس الشعبي الولائي، في زيارة ميدانية إلى المستشفى الجامعي مصطفى باشا   الولاة المنتدبون للمقاطعات الإدارية لولاية الجزائر يقفون على وتيرة انجاز المشاريع التنموية   المؤسسات الولائية لولاية الجزائر تواكب حملات النظافة والتنظيف لمختلف أحياء الولاية   

4 ــ جزائر الموحدين... وما بعد الموحدين

عبَّرت القطيعة التي أحدثها الصنهاجيون مع الفاطميين بفرعيهم الحمَّادي في المغرب الأوسط (الجزائر) والزيري في أفريقيا (تونس)، امتداداً لتيار سُنيّ واسع مضاد للدعوة الشيعية الإسماعيلية الفاطمية في المشرق.

لكن عُنْفوان هذا التيار تجسَّد فعلياً في "حركة المرابطين" التي انبعثت في هذا السياق وسط قبائل صنهاجة في أعماق الصحراء في موريتانيا الحالية، أو صنهاجة اللثام كما تُسمِّيها بعض المصادر نسبة للثام الذي يُغطِّي به رجالها وجوههم.

 توسَّعت هذه الحركة التي اتَّخذت من العقيدة السلفية إيديولوجيا لها، على عكس التيارات السنّية العباسية في المشرق، باتجاه الشمال وساعدتها بلا شك سيطرتها على طرق تجارة الذهب الصحراوية على بناء دولة ممتدة الأطراف ضمَّت لمجالات صنهاجة اللثام التقليدية، المغرب الأقصى والنصف الغربي من المغرب الأوسط ثم الأندلس، لم يدخل المرابطون الصنهاجيون في صدام كبير مع الحمَّاديين الصنهاجيين، رغم اقتطاعهم لأجزاء من دولتهم، التي كانت منها مدينة الجزائر في سنة 1096م والتي لا يزال مسجدها الجامع المرابطي يشهد على هذه الفترة.

لم يطل مقام المرابطين في المدينة. إذ سرعان ما استرجعها الحمَّاديون من جديد. غير بعيد عن هذه الفترة، أي في العقدين الأولين للقرن 12م شهد المغرب الأوسط حدثاً مهماً قلب تاريخ المغرب كله رأساً على عقب، عندما التقى شابٌ من قبيلة بني ڨومي البربرية الزناتية المستقرة في جبال ترارة في ضواحي تلمسان إحدى عواصم المغرب الأوسط التاريخية إسمه عبد المؤمن بن علي، بفقيه من سوس في ضواحي مراكش في المغرب الأقصى إسمه محمد إبن تومرت. كان ذلك اللقاء في ضواحي عاصمة المغرب الأوسط الحمَّادي في بلدة ملاَّلة (وادي غير حالياً في ولاية بجاية)، حيث أقام إبن تومرت حلقة درس جمع حوله فيها تلاميذه وأتباعه.

صاغ إبن تومرت مشروعاً فكرياً اعتمدت أسسه أيضاً على إيديولوجيا مهدوية، وعلى مبادئ هي عملياً خليط من التشيع والاعتزال والأشعرية. كان ذلك اللقاء هو نواة الثورة المُوحِّدية الكبرى التي حوَّلت المشروع المهدوي التومرتي إلى أعظم إمبراطورية عرفها تاريخ المنطقة تَوحَّد فيها المغرب والأندلس أو ما يُسمَّى الغرب الإسلامي تحت راية المهدي إبن تومرت المُوحِّدي، وتحت حكم عبد المؤمن إبن علي وأبنائه وأحفاده من بعده. انطلاقاً من مدينة مراكش التي اتَّخذوها عاصمة لهم، إمبراطورية وخلافة مستقلة سياسياً وعقائدياً عن مركز الخلافة في المشرق عرفت قدراً كبيراً من الحضارة والقوة، كانت مدينة الجزائر واحدة من المدن الساحلية للإمبراطورية منذ أن دخلها المُوَحِّدُون بقيادة عبد المؤمن بن علي سنة 1151م، وقد عُرفت في هذا العهد أنها مثَّلت مُنطلقاً لسحق الثورات المسلحة المضادة للمُوَحِّدين في المغرب الأوسط وأفريقيا.

بعد التراجع التدريجي للقوة المُوَحِّدية ابتداءً من هزيمتها العسكرية الساحقة في معركة حصن العقاب في 1212م في الأندس في مقاطعة جيان في إسبانيا الحالية، وصولاً إلى السقوط النهائي في 1269م، اقتسمت ثلاث سلالات بربرية التركة المُوَحِّدِية: الحفصية من مصمودة وهي من نفس قبيلة المهدي بن تومرت اتَّخذوا من تونس عاصمة لهم، واثنتين زناتيتين مُقاتلتين كانتا تتنقَّلان كغيرهما من القبائل الزناتية في المغرب الأوسط ما بين الزَّاب في جنوب جبال الأوراس الحالية وسفوح جبال الأطلس الصحرواي، هما بنو عبد الواد الزيانيون الذين أسَّسوا كياناً لهم في المغرب الأوسط واتَّخذوا من تلمسان عاصمة لهم، وأبناء عمومتهم بنو مرين الذين استقلُّوا بالمغرب الأقصى وجعلوا من فاس عاصمة لهم.

وفيما حاول كل من الحفصيين والمرينيين من خلال حروب طاحنة، توحيد المغرب والسيطرة على كل الإرث المُوَحِّدي، لم يكن طموح الزِّيانيين، بسبب الواقع الجغرافي وأسباب أخرى، يتعدَّى الحفاظ على وجودهم، أو في الحد الأقصى محاولة استرجاع بجاية التي يمكن اعتبارها محاولةً لتوحيد المغرب الأوسط من خلال السيطرة على عاصمته القديمة، حتى وإن نفى بعض الباحثين هذا الاعتبار، كالأكاديمي الفرنسي دومينيك فالريان، الذي أرجع طموح الزيانيين للسيطرة على بجاية لضرورات براغماتية ورضوخاً لحقائق إستراتيجية في تلك الفترة. لكن مع ذلك يُسجِّل لنا التاريخ نجاح الملك الزِّياني أبو تاشفين(1318-1337م) في السيطرة على تونس عاصمة الحفصيين، الذين تحالفوا في ما بعد مع المرينيين في فاس لصد الزيانيين وإرجاع ملكهم. 

كانت مدينة الجزائر في فترات حروب السيطرة هذه تتأرجح بين حكم الحفصيين والمرينيين وبين موقعها الطبيعي كمدينة زيانية، إلى أن تمكَّنت قبيلة عربية مَعْقَلية، كانت قد استوطنت المنطقة ابتداءً من سهول متيجة الخصبة، هي قبيلة الثعالبة من حكم المدينة مُؤَسِسَةً لدولة-مدينة، ومُكرِّسَةً الوضع الحقيقي لمغرب ما بعد المُوَحِّدين الذي تميَّز بالتفتّت والانقسام والضعف وغياب المشاريع التوحيدية، إضافةً إلى الركود الاقتصادي الكبير الذي عرفه المغرب ككل بدءاً من القرن 14م بسبب انزياح طرق تجارة الذهب عن المغرب، وعلى رأسه المغرب الأوسط الذي أفقده وظيفة الوسيط بين المغرب وأوروبا، وهي الوظيفة التي لطالما أنعشت التجارة والحرف في مدنه كتلمسان وبجاية والجزائر، فأفل نجمها وتحوَّلَّت في فترة ما بعد المُوحِّدِين إلى مدن هامشية، خصوصاً بعد أن تمكَّن البرتغاليون من فتح طرق بحرية عبر المحيط الأطلسي تمكَّنوا من خلالها من الوصول إلى منابع الذهب من خلال سواحل أفريقيا الغربية والتي أدَّت ليس إلى تراجع المدن المغربية الساحلية أمام احتكار أوروبي قاتل للتجارة في غرب المتوسّط فحسب، بل وإلى خراب المدن الداخلية التي تقع على طرق التجارة الصحراوية كسجلماسة .  

عبد الله بن عمارة ــ بتصرف ــ

راسلنا ...!

قل لنا كيف يمكننا المساعدة !

على الخريطة...

إتصل بنا ...!

فضاء تفاعلي عاصمي

العنوان : الجزائر العاصمة - الجزائر
الرمز البريدي : 16000
الهاتف : 0774506490