آخر الأخبار

 وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، السيدة صورية مولوجي، تقوم بزيارة عمل بإقليم ولاية الجزائر  اللقاء الوطني حول تعزيز الديناميكية المحلية لترقية الممارسة البيئية بإشراف وزير الداخلية والجماعات المحلية والنقل السيد سعيد سعيود ووزيرة البيئة وجودة الحياة السيدة كوثر كريكو    مشاركة إطارات ومنتخبو لولاية الجزائر اللقاء الوطني حول تعزيز الديناميكية المحلية لترقية الممارسة البيئية عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد   لجنة الصحة والنظافة وحماية البيئة بالمجلس الشعبي الولائي، في زيارة ميدانية إلى المستشفى الجامعي مصطفى باشا   الولاة المنتدبون للمقاطعات الإدارية لولاية الجزائر يقفون على وتيرة انجاز المشاريع التنموية   المؤسسات الولائية لولاية الجزائر تواكب حملات النظافة والتنظيف لمختلف أحياء الولاية   

1 ـــــ تأسيس "إيكوزيم" 

لعبت مدينة الجزائر، العاصمة الحالية للجزائر، دوراً محورياً في غرب المتوسّط ابتداء من القرن 16م في سياق المواجهة المفتوحة التي دارت رحاها بين القوى الإيبيرية الصاعدة آنذاك، وبين الجزائر التي بنت كيانيتها الحديثة في نفس تلك الفترة.

لكن للمدينة تاريخ عريق ارتبط بالإمبراطوريات التي عرفتها المنطقة، والتي طبعت كل منها البنية العمرانية والديموغرافية للمدينة. 

اعتمدت خطوط التجارة في العالم القديم أساساً على الذهب والرقّ المجلوب من السودان الغربي (منطقة الصحراء الكبرى أو دول الساحل الأفريقي حاليا)، وعلى فضّة شبه الجزيرة الإيبيرية وقصديرها المنتشر في شمال غربها، والذي يصل طريق نقله إلى مصب نهر الوادي الكبير في مرفأ طارطيسوس Tartessos في جنوب إسبانيا الحالية.

من أجل ضمان السيطرة على هذه الخطوط، وكذا للهيمنة التجارية على غرب المتوسّط، عمد القرطاجيون إلى بناء شبكة من المحطات على امتداد السواحل الجنوبية للبحر الأبيض المتوسّط بمسافات تتراوح ما بين 25 و45 كيلومتراً، من قرطاجة (في تونس الحالية) شرقاً إلى مصب نهر ملوية (في المملكة المغربية الحالية) غربا، مروراً بالسواحل الجزائرية الحالية، تتمكَّن من خلالها السفن القرطاجية من التوقف للراحة وللتزوُّد بالمؤونة، وقد كان بالأصل وجود الفينيقيين سابقاً في سواحل شمال أفريقيا، أو ما سيُعرف لاحقاً ببلاد المغرب، مرحلة ضرورية للوصول إلى معادن إسبانيا.

لم يكن بناء القرطاجيين لتلك المحطات عبثياً كما يؤكّد المؤرّخ الفرنسي المختصّ في التاريخ الروماني مارسيل لوڨلاي، وإنما كان عليهم دراسة الجغرافيا لاختيار مواقع تضمن لهم رُسُوّاً مريحاً على جزيرة أو مَصَبّ أو رأس.

وفق هذا المنطق وقع اختيارهم على موقع لبناء محطة توقّف قرطاجية بين شاطئ باب الواد - حيث الحيّ الشعبي المعروف في مدينة الجزائر حالياً- وما يُعرف بخليج الجزائر، حيث تتواجد 4 جزائر صغيرة غير بعيدة عن اليابسة مُشكّلة حرف T تضمن رُسُوّاً مريحاً للسفن مع وجود كتلة صخرية مرتفعة قريبة مطلّة على الخليج أكسبتها موقعاً دفاعياً مثالياً. 

ضمن السياق نفسه أيضاً وقع الاختيار على خليج تونس من قبل لتأسيس قرطاجة نفسها، فبغضّ النظر عن تفاصيل أسطورة الأميرة أليسار وقصة فرارها من أخيها من صور، التي ترتبط بتأسيس المدينة، ولكل الإمبراطوريات أساطيرها المُؤَسِسة، فإن الجغرافيا بلا أدنى شك، هي التي لعبت دوراً حاسماً في اختيار المدينة، لا لتكون محطة تجارية فحسب وإنما مدينة إمبراطورية سرعان ما تحوّلت إلى واحدة من أعظم مدن العالم القديم. 

كل العوامل الجغرافية والطبيعية إذن ساعدت لتحوُّل هذا الموقع الفينيقي بامتياز، كما سمَّاه عالم الآثار الفرنسي المتخصّص في شمال أفريقيا الرومانية ستيفان فزال، لمدينة مرفئية آهلة ومزدهرة.

يقين المؤرّخ الفرنسي بفينيقية مدينة الجزائر دعمته الاكتشافات البونيقية على غرار نصب يُمثِّل واجهة لضريح برموز دينية خاصة بالآلهة القرطاجية، وقطع نقدية من الرصاص والبرونز مضروبة في القرن الثاني ومنتصف القرن الأول قبل الميلاد.

أطلق القرطاجيون تسمية "إِكوزيم" على المدينة المرفئية الجديدة، والكلمة مُركَّبة من شقّين، ال"إِ" التي أجمع المختصّون أنها تعني بالبونيقية الجزيرة، ونجدها تتكرَّر في طوبونيميا (علم تسمية الأماكن) العديد من المناطق التي عرفت الوجود الفينيقي في غرب المتوسّط، على غرار جزيرة إبيزا في إسبانيا وإيومنيوم (مدينة تيڨ زيرت الساحلية في وسط الجزائر)، إيجيجيلي (جيجل الحالية في شرق الجزائر) وغيرها، بينما تعدَّدت النظريات حول معنى الشق الثاني وهو"كوزيم". 

يذهب المؤرّخان الفرنسيان جوزيف كانتينو ولويس ليشي إلى أنها تعني طيور البوم أو الأشواك فيصبح المعنى جزيرة البوم أو جزيرة الأشواك، لكن فيكتور بيرار المختصّ في التاريخ الهيليني، ومن بعده المؤرّخ المختصّ في تاريخ روما القديمة جيروم كاركوبينو، رجَّحا أن يكون معناه طيور النورس أي جزيرة النورس، و"الجزيرة" في كل الحالات تُحيل إلى الجزائر الأربع قبالة المدينة، وهي التسمية التي سترتبط بهذه المدينة في كل العصور اللاحقة.

رغم ذلك فإن العالم النحوي الروماني فايوس يوليوس سولينوس الذي عاش في القرن الثالث الميلادي، أورد قصة، يبدو أن الرومان أرادوا من خلالها ربط تأسيس المدينة بأسطورة يكون الهدف الأساس منها ترسيخ الرَوْمَنَة التي عرفتها المدينة والتسمية على حد سواء. تقول الأسطورة إن هرقل في رحلة مروره من هذا الموقع تخلَّى عنه 20 رجلاً، وأسَّسوا فوق أرضه مدينةً، وأطلقوا عليها إسم إيكوزي  eikosi والتي تعني "عشرين" باللغة الإغريقية، ثم اشتقّ منها بعد ذلك "إكوزيوم" وهو الإسم الذي ستُعرف به المدينة في العهد الروماني.

كانت إكوزيم واحدة من مدن كثيرة وضع القرطاجيون أُسُسَها في غرب البحر المتوسّط، في ضفته الجنوبية أي شمال أفريقيا على غرار بجاية وعنابة وجيجل في الجزائر الحالية، وفي ضفته الشمالية في أوروبا كقادش وغرناطة في إسبانيا ومدن صقلية وسردينيا في إيطاليا.

عبد الله بن عمارة ــ بتصرف ــ

 

 

راسلنا ...!

قل لنا كيف يمكننا المساعدة !

على الخريطة...

إتصل بنا ...!

فضاء تفاعلي عاصمي

العنوان : الجزائر العاصمة - الجزائر
الرمز البريدي : 16000
الهاتف : 0774506490